السعادة الحقيقية هدف كل إنسان على وجه الأرض، تستيقظ الزوجة كل صباحٍ، بل الأم، لا، ولكن أقصد الموظفة، المربية، الأم، الزوجة، الابنة، الأخت.
كانت تعيش في بيت والدها منذ نعومة أظفارها مدللة معززة، تبحث عن ضالتها فتجدها بسرعة دون تعب، تبحث عن سعادتها لا تجد صعوبة في الوصول إليها، وتستمتع بيومها وكلها أمل واستبشار بالغد.
جاء الغد الجميل معه زوج العمر، والأمل القادم، وبيت الأحلام.
بدأت الحياة في أغلب الزيجات تكون أول أيام سعيدة دون منغصات، والبعض الآخر يكون البدايات أصعب من النهايات، نعم تنتقل من بيت إلى آخر، ومن عالم إلى عالم، ومحيط عائلي جديد، قد يكون متقارب أو متباعد كل البعد.
تمر الأيام الأولى، ويحاول البعض غض الطرف والبعض يتنازل، ولكن هناك البعض الذي يحفظ الدرس جيدًا، لا تسمح لها بكل طلباتها “عودها على طبعك يا حبيبي”
هذه النصيحة من بعض الأمهات الشرقيات.
“أنت الرجل أنت صاحب السلطة والقرار، أنت القوي المميز، أنت صاحب الفضل عليها وعلى أهلها”
ويا للمصيبة الكبرى لقد صدق أنه كذلك.
إنه قد كسر زوجته وأسعد رجولته الوهمية، الرجولة التي كانت مساندة الحق، والدفاع عن المظلوم، والوقوف سند وعون لمن يستحق.
فجأة تبحث الزوجة عن رجلها، الذي تاه واختفى عن عين زوجته عند أول موقف، شعرت معه أنه تخلى عنها ولم ينصفها أمام نفسها قبل الآخرين
استيقظتِ وجدتِ نفسك أم، وتحملين مهام جديدة، زوجة، وأم، وموظفة، وعاملة منزل، وربيبة عائلة الزوج.
يكبر الأولاد وتدور الدائرة، وتقفين في الوسط، وتمدين أذرع الأخطبوط، تنامين وتفكرين في الغد الذي سيبدأ بتحضيرات المدرسة واللحاق بموعد العمل، والجري سريعاً، لشراء مستلزمات البيت، لتعودي سريعا لتحضير الطعام وتنظيف البيت والانتهاء سريعاً للتحضير للمذاكرة.
بسرعة سيدتي نسيتي موعد التدريبات، أسرعي واجلسي في النادي، وتعاركي مع المدرب، وأولياء الأمور، وابنك الذي يبكي طوال الأيام من ضغوط حياته الصغيرة، قد انتهى اليوم، ليس بعد.
تعودينَ للبيت متعبة منهكة، تفتحين الباب، يغمرك الزوج بابتسامة عريضة، ويتساءل بتعجب لماذا تأخرتم .
نعم! لماذا تأخرتم ألا تعلمين أنه ينتظر طعامه ورؤية الزوجة المشتاقة لزوجها.
ترسمين ابتسامة زائفة، وتجرين لتلحقي المتبقي من الوقت، لتستعدي لسباق الغد، تلقين رأسك، وكل مايشغلك في الغد المسؤليات والهموم.
البحث عن السعادة
قد جاء يوم واستيقظتِ، تبحثين عن حروف السعادة، والمتعة التي ضاعت منكِ، دون أن تشعري.
أصبحتِ تعتمدين على قوتك العضلية والذهنية لحل كل المواقف، لأن الزوج في اللاوعي، وفضلتِ الحياة في الفقاعة، لكن جاء وقت الحاجة لأكسجين السعادة.
نصائح لتحصلي على السعادة الحقيقية في حياتك
اصنعي سعادتك بنفسك، هناك تسعة نصائح عليكِ تنفيذها لتشعري بالسعادة الحقيقية.
- اجعلي في حياتك مكان خاص، ووقت خاص لك، تفعلين ما تحبين دون خوف على الوقت دون احساس بالمسؤلية.
- ابحثي عن العمل الذي تشعرين بالمتعة فيه، حتى لو بدخل أقل، لكن حققي ذاتك ومتعتك بنفسك.
- اجعلي وقتك مع أولادك متعة في التعلم أو التدريب، سينسى كل شيء، ويتذكر لحظات الإستمتاع معك، اصنعيها رغم كل الظروف.
- اصنعي ذكريات سعيدة من كل لحظة مع زوجك، أنتِ تستحقين السعادة.
- لا تستسلمي للتراكمات وعبري عن غضبك من تصرفات من حولك، حتى لو زوجك أو أولادك،أنت إنسانة قبل أن تكوني زوجة أوأم.
- لا تنسي صديقاتك، واذهبي لزيارتهم بمفردك واستمتعي معهم.
- وقت التدريبات في النادي اتركي ابنك، واذهبي لممارسة رياضة، أنت أيضاً في النادي ولك الحق في التريض، اتركيه يواجه ويعتمد على نفسه.
- أنت تلك الابنة والأخت قبل الزوجة والأم، خصصي وقت لأهلك وأقاربك.
- لا تهملي نفسك ودليليها، واستمتعي بكونك مخلوقة رائعة، لا يستطيع الجميع العيش بدونك.
الخلاصة
خلق الله المخلوقات بحكمته ليس للرجل فضل في ذكورته، ولا للمرأة نقص في أنوثتها، وزوجتك تستحق الطبطبة والتدليل.
وعدت الله أن تتزوجها، لتصونها وجعل الله الزواج مودة ورحمة.
كن لها سندًا ودرعًا واشعرها بالسعادة الحقيقية، وكوني له رحمةً وعونًا.
ابحثي عن الزوج المناسب، والبيت المناسب، ويكون باب البيت وراءه دفء وسعادة واحترام وواجبات قبل الحقوق.
ربي ابنك وابنتك كما تتمنين أن يكون زوج وزوجة للمستقبل لا تصنعي منهما معاقين جدد في المجتمع.
ولا ننسى الدعاء، “اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا و اهدنا سبل السلام“.
اقرئي أيضاً: ستة خطوات عليكِ فعلها لتكوني عارضة أزياء مميزة