موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

كيف تصبح شخصا اجتماعياً وفعالاً؟

1 508

لو تأملنا حقيقة العلاقات، نجد ان العلاقات لم تخلق في العادة إلا لتفريغ السلبي، وأعني بالسلبي هنا الذي هو ضرب من ضروب الفكاهة والنكتة، والذي يكون من قبيل التنفيس عن النفس، وهذا وإن دل فسيدل على أنه تكمن قمة فعالياتك مع من حولك وثقتك في نفسك في إظهار الجزء الفكاهي منك مع الآخرين، أعني المقربين منك، وأن تكون طبيعيا وغير متكلفا، والذي هو غالبا ما يوحي بالضعف، وفقدان السيطرة على النفس في مثل هذه الحالة؛ ولكن تكمن القوة الحقيقة في مدى إظهار الضعف في الوقت المناسب.

الفرق بين الشخص الفكاهي وبين الشخص الجدي في جانب العلاقات؟

الجدي في العلاقات هو في الواقع لم يكن عنصرا فعالا مع المحيطين به؛ نظرا لأنه ما زال لم يصل بإجتهاده إلى مرحلة النضج الاجتماعي، والعكس، والذي يكمن في مدى تفريغ السلبي الذي يثير ويحرك روح الدعابة دون الايجابي الذي يوحي بالجدية والتعصب وشدة الإلتزام.

بمعنى أن “كل إناء ينضح بما فيه”

فمن بداخله طاقة إيجابية، يتعامل في علاقاته بإيجابية، وأصلا الايجابية لم تخلق إلا للعمل، فلا يوجد شخص يستحق إيجابياتك، فهى خلقت  فقط لنفسك وللصالح العام، فصاحب هذا السلوك حقا لم يستغل طاقته الإيجابية كلها في الإنجاز والكفاح، فتجدها تصب في غير محلها وهي العلاقات، فتحدث خللا في النفوس. وإختناقا عند البعض، والعكس.

متى أقول عن نفسي غشيم في علاقاتي، ومتمرد؟

هناك ثلاث حالات:

  1. في حالة التعامل بإيجابية وبفلسفة، وتنظير مع من حولي، وذلك في دائرة العلاقات، وهذه هى ثاني درجات التمرد.
  2. في حالة كوني على الهامش في الحديث، ولا أريد التفاعل مع الآخرين بشكل جيد ومستمر،وهذه أولى درجات التمرد.
  3. عندما أسيئ التصرفات، وهذه أقصى درجات التمرد، الذي يقع من قبل البعض، وهو التمرد الفعلي.

حل الغشم “التمرد ” في العلاقات 

-تكوين علاقات ولو بسيطة بحيث لا تكون على الهامش في حياة الناس. وهذا إن كان فسيكون من الدرجة الأولى، وغالبا ما يكون إضطراري، وتحت خضوع صاحبه لظروف قاسية؛ لأن  الإنسان  بفطرته كائن إجتماعي، فغالبا ما يكون ذلك لأمر عارض وسرعان ما سيزول، وإن بقى فلا يعيب صاحبه. فهو أمر مغتفر وراجع لصاحبه ومدى احتياجه لأشخاص مقربين أم لا.

مع العلم ان العلاقات تحتاج مجهود ووقت، كما أن البعد فيه تلويث للفطرة، لأن الإنسان كما قلنا كائن اجتماعي.

ما هو الغشم أو التمرد؟

هو إساءة التصرف في المواقف أو التعامل بتلقائية وبدون تفكير، إذا ما ترتب على تلك التلقائية ضرر، فالتلقائية هى في الأساس مبدأ جميل، يوحي بالدعابة والحب، ولكن إذا ما وظف في مكانه، وكان في أشياء دون أشياء. فالأشياء التافة والتي لا تعني شئ لصاحبها، لا بأس من العفوية فيها.
أما ما سوى ذلك فلا يسمى عفوية وإنما يسمى عمى في البصيرة وقلة فطنة وغشم وتمرد.

من حلول التمرد أيضا

-اما اذا كان من الدرجة الثانية، والذي يتقمص صاحبه دور الشخص الفيلسوف والمنظر، فعلاجه بذل قصارى الجهد في عمل نافع وتفريغ كل الطاقة الايجابية.

وهذا أيضا غالبا ما يكون أمر عارض ولا دخل للانسان فيه، إذا كان شخص غير عملي أو ضعيف الإنجاز أو لا يعمل في الحقيقة، فلنتقبله؛ لأن ذلك السبب غير دائم ومستمر.

-اذا كان من الدرجة الثالثة فهو صعب تغيره، وغالبا ما يخضع لخلل في قيمة خلقية أو لعدم تماشيها مع مبدأ من المبادئ السائدة في المجتمع.

مع العلم أن الثلاث الصور لا تأثير لواحدة منهما على الأخرى، بمعني لكل صورة سبب منفصل عن غيرها من بقية الصور.

بمعنى قد يكون الشخص غشيم في تعاملاته غشما طفيفا، بأن يكون شديد الصمت، وقليل الكلام، إلا أنه في الوقت ذاته يكون كثير الواقعية، منضبط القيم، يحسن التصرف في الأمور، وليس ببعيد ان يكون قد بلغ قصارى جهده. وهذا يرجع في الغالب لقلة الأصدقاء أو الأشخاص المقربين منه، والذي ينبع من عدم احتياجه لهم.

وقد يكون شخص غشيم في تصرفاته، وليس غشيم في كلامه. وهذا يرجع للخلل في قيمة خلقية؛ لأن السلوك الفعلي أو العملي مبني على القيم، بخلاف السلوك القولي فهو مبني على الشخصية التي هي ثمرة تكوين علاقات قوية مع من حولنا.

وقد يكون غشيم في كلامه إلا أنه ذكي في التصرفات، ورغم أنه لديه علاقات، وهذا يرجع لعدم بذل قصارى الجهد لديه. فتراه يفيض بما تبقي من إيجابية على من حوله، ويتعامل بفلسفة، وهذا عين الخطأ في العلاقات.

دوافع ومبررات الغشم والتمرد؟

رغبة صاحبه في عدم كشف حقيقته أمام الناس، والتعامل بتزييف معهم، وذلك يرجع إلى أن ذلك الشخص يوهم نفسه بأنه مستغني عن الناس، فتراه يلوث الجو دائما بنفاقه وبغموضه، وسرعان ما ينفر منه الجميع، وذلك غالبا نابع من عدم تقبله ورضاه عن من حوله وعدم اقتناعه بهم، فتجده وكأنه لا يعمل حساب لأحد؛ حتى لا يتأثر بهم.

حقيقة التمرد والسر وراءه؟

فالتمرد ظاهرة تظهر عند تضارب القيم والمبادئ الشخصية مع القيم والمبادئ السائدة في المجتمع، أيا كان ذلك التمرد في أي جانب من الجوانب سواء  الإجتماعي أم الأسري أم الديني أم المهني أم الترفيهي.

ولكن أيهما الأصح: السائد أم الشخصي؟

الشخصي بالتأكيد؛ لأن أساسه الفطرة، والتمرد ظاهرة شائعة في زمن كثر فيه التقليد والتلوث، فمستحيل يكون المجتمع هو المحرك الأول لنا، لأننا نحن من نصنع المجتمع، وعليه فيكون الأساس هو الإنسان، فإذا فسد المجتمع، فيكون قد كثر الأشرار، وتلوثت كثير من الفطر. فلا داعي من التركيز على النتيجة دون السبب.

كيف اتغلب ع التمرد في أي جانب من الجوانب؟ وهل له حل؟

الغشم والتمرد الناجم عنه عرض يرجع لخلل في بعض المبادئ الخلقيه التي تربى بعض الأشخاص عليها، وترسخت في نفوسهم، وتسربت للمجتمع شيئا فشيئا حتى صارت أمرا سائدا.

ومن الصعب حل مثل تلك المشكلة، لأنها تمثل مشكلة جذرية يعاني منها الكثير من أفراد المجتمع، والذي تسبب فيها هم من؟
نحن!!
نعم.
وذلك كله راجع للتربية والنشأة الخاطئة، والذي غالبا  يمثل ثغرة في حياة الإنسان خاصة، مما يشعره بالنقص أحيانا، وثغرة في قيمة المجتمع عامة.

الخلاصة

من طرق تفريغ الطاقة السلبية لدينا هى إشاعة روح الدعابة والفكاهة والنكتة مع المحيطين بنا، والتمرن على إكتساب هذا الفن وهذه المهارة، فهذه أفيد طريقة للوصول للصحة النفسية بدون ضرر وأثار سلبية تعود على صاحبها.
لكي تكون شخصا فعالا وإجتماعيا؛ فعليك بتفريغ كل طاقتك الإيجابية في عمل نافع وصالح، وبذل قصارى الجهد.
يرجع السبب الرئيسي وراء الفشل والغباء الإجتماعي هو تضارب بعض القيم الخاصة بالفرد بالقيم والمبادئ الخاصة بالمجتمع، وعدم القدرة على التكيف معها.

اقرأ أيضا: ما هو الابتزاز العاطفي وكيفية التعامل معه؟

تعليق 1
  1. […] اقرأ أيضا: كيف تصبح شخصا اجتماعياً وفعالاً؟ […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.