إن الماء سرّ الحياة لجميع الكائنات الحية وهو من أعظم النّعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده، قال تعالى: “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ”.
فالماء امتداد لوجود كلّ الكائنات في الحياة ولا يُمكن لأي كائن حي الاستغناء عنه أبدًا. وجود الماء لا يقتصر على أهميته كونه المشروب الأساسي للكائنات الحية، بل إنّ أهميته تعود إلى خصائصه الكيميائية ويتركب من اتحاد حجم من الأكسجين وحجمين من الهيدروجين فهو بلا طعم ولا لون ولا رائحة.
المياه سر الحياة
وهذه ميزة لا توجد في غيره أبدًا، ويعتمد كل عضو من أعضاء جسم الإنسان على الماء، بالإضافة لكون الماء المكون الأساسي للجسم.
ويقي الجسم من الإصابة بمرض السرطان، وخصوصاً سرطان الجلد والدم، وذلك من خلال حمايته من الجفاف، وتخليصه من السموم، يحافظ على ترطيب الجسم، يحافظ على مستوى السوائل في الجسم، يساعد على عملية الهضم، ويقي من حالات الإمساك؛ يحمي الكلى من الحصوات .
الماء هو أساس الأمن الغذائي
لا يقتصر استخدام الماء على الشرب فقط، بل هو أساس الأمن الغذائي بالنسبة للإنسان والحيوان، فالنباتات التي هي الأصل في السلاسل الغذائية للكائنات الحية، أساس حياتها هو الماء، وتوافر النبات في أيّ مكان يعني توافر الحياة، وهذا كلّه يعود الفضل فيه إلى وجود الماء، كما يُشكّل الماء وسطًا للعديد من التفاعلات الكيميائية.
تأثر تلوث الماء على الكائنات الحية
إن تلوث الماء يعني تلوث جميع عناصر البيئة، وحصول خلل حقيقي في الكرة الأرضية، لذا المحافظة على الماء تكون بعدم رمي المواد الملوثة فيه سواء كانت مواد صلبة أم سائلة، لأنّ هذا يُسبب تغيُّر خصائص الماء وتغيُّر لونه ورائحته، كما يُصبح طعمه سيئًا، كما يُسبّب تلوّثه بموت الكثير من الكائنات الحية التي تعيش فيه أو تشربه، وربما انقراضها.
كما أن تلوث الماء يؤثر على النباتات ويُسبب انتقال التلوث إلى ثمارها، والتسبب بحدوث الأمراض للناس، لهذا يجب المحافظة على مصادر الماء الأساسية وخاصة ماء الينابيع والآبار، وحماية الماء الجوفي من وصول الملوثات له، وإلزام المصانع ومحطات المياه العادمة بوضع مصافي وتنقية المياه جيدًا قبل طرحها في المسطحات المائية.
حيث أن التلوث بالماء الحمضي الناتج عن تجمُّع الملوثات في الغلاف الجوي، يُسبّب تغيُّر خصائص الماء وموت الكائنات الحية، كما تعرّضت العديد من البحار والمحيطات للتلوث بالنفط وموت الكثير من الأسماك والحيتان والكائنات البحرية نتيجة تسرب النفط من ناقلاته، وتواجه المسطحات المائية أيضًا خطر التلوث بالمواد الكيميائية الناتجة عن الأسمدة والمبيدات، سواء كانت مواد صلبة أم سائلة، لهذا من الضروري جدًا إيجاد استراتيجية واضحة لها لإجبارها على المحافظة على الماء.
المحافظة على الماء ضرورة وليست خيارًا
إن المحافظة على الماء لا تكون فقط بحمايته من الملوثات أو تغيّر خصائصه، بل أيضًا الحفاظ عليه من التبذير والإسراف، فالإسراف في استخدام الماء يُسبب حرمان فئة كبيرة من الناس من حقهم في ماء الشرب، لهذا يجب الاعتدال في استخدام الماء حتى لو كان الإنسان على نهرٍ جار أو نبع ماء.
كما أمرنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ( عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف؟ فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال: نعم وإن كنت على نهر جار.( صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم).
إن غياب وجود الماء يعني غياب الحياة، والحفاظ عليه يعني الحفاظ على الحياة، ولهذا يجب أن تتكاتف جميع الأيادي للمُحافظة عليه بالطريقة الأمثل، وسنّ التشريعات التي تضمن حمايته من التلوث والإسراف قدر الإمكان.
[…] اقرأ أيضا: الماء أساس الحياة […]