موقع يهتم بالمرأة العربية وعواطفها وتحدياتها وأحلامها وشريك حياتها

الطريق إلى التفوق: تحسين جودة التعليم في مراحله الثلاثة

1 334

تحقيق تعميم التعليم الابتدائي

وفقاً للاتجاهات والدراسات الحالية، سيكون هناك تأخر كبير في تحقيق الهدف المرجو من التعليم الابتدائي – طويل المدى – الذي يعمل بكافة الوسائل والطرق على تحسين جودة التعليم بوصفه المحسن والمحرك الأول والأخير حول منطقة الاندفاع الأكبر للالتحاق بالمدارس.

تنص الدراسة العالمية على الآتي: المنتدى العالمي للتربية الذي عُقد في داكار أثبت أنه خلال الفترة من 1999 انخفض عدد الأطفال الذين هم في سن التعليم الابتدائي وغير ملتحقي المدارس من 108 ملايين نسمة إلى 160 مليون نسمة، ولكن ثلاثة أرباع هذا الانخفاض حدث في الفترة من 1999 حتى 2004، وخلال الفترة من 2008 إلى 2010 توقف مسار التقدم.

آليات الوقاية والتحدي المتمثلة في تعميم التعليم الابتدائي

  1. إلحاق الأطفال بالمدارس في السن المناسب، وذلك نظرًا لتأمين تقدمهم في النظام التعليمي، في حين أثبتت الدراسات أن 38% من التلاميذ الملتحقين بالمدارس دون اكتمال المرحلة التعليمية كانت أعمارهم تزيد بسنتين أو أكثر على السن الرسمية.
  2. بينما أن الأسر الفقيرة على خلاف ذلك – من حيث الالتحاق بالدراسة – أقل بكثير من السن المناسب المطلوب، نظرًا لقلة التوعية والثقافة لديهم.
  3. ومن الممكن أن تزيداحتمالات ترسب المتأخرين في الالتحاق بشكل كبير عن الملتحقين من ذوي السن المناسب من الأطفال الراسبين.

وتوجد عدة عوامل تحدث فرقًا بين الالتحاق مبكرًا أو في السن المناسب، ومنها:

  • الوضع الاجتماعي للأسر، حيث أن الأسرة المقتدرة ماديًا لديها القدرة على تحسين مستوى أبنائها التعليمي من خلال التعليم الخاص أو الدروس الخصوصية. وهذا ما دفع الأهالي لتأخير الأبناء للالتحاق في السن المناسب. بينما يجبر المستوى الاجتماعي لبعض الأسر الفقيرة الأهالي علىالمبادرة بالتقدم بنسبة 40% أو في السن المناسب، نظرًا للقلة التكاليف.

ومن هنا، يمكن الاستنتاج بأن إلغاء الرسوم الدراسية الرسمية خطوة أساسية في سبيل تحقيق تعميم التعليم الابتدائي.

اقرأ أيضا: مسجد السيدة رقية

تعزيز التعلم واكتساب المهارات الحياتية لدى النشء والكبار

إن التعلم الثانوي النظامي هو واحدٌ من السبل الأكثر نجاحًا لتنمية المهارات اللازمة للعمل والحياة.

وعلى الرغم من انضمام الكثير من البالغين إلى هذا النوع، فإن نسبة الالتحاق في المرحلة الدنيا لا تتجاوز 52% في بلدان منخفضة الدخل في عام 2010، وهذا يُشير إلى أن الكثير من الشباب سعوا لكسب العيش بدون المهارات والطرق الصحيحة والمناسبة، وبلغ عددهم في عام 2010 حوالي 71 مليون نسمة.

ويزداد عدد المهارات بشكل كبير إذا ما تم الجمع بين التعليم الثانوي والتعليم التقني الفني.

وقد حُددت بعض المخاطر التي ينبغي حماية الشباب منها من خلال تنمية المهارات الحياتية الصحيحة، وأكبر هذه المخاطر يتعلق بفيروس ومرض نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، على الرغم من أن المعرفة المتعلقة بهذا الفيروس لا تزال قليلة.

ولكن تعريف الشباب بكيفية حماية صحتهم وصحة غيرهم لا يكفي إذا لم يشعروا مثلاً بامتلاكهم للقدرات اللازمة للتصرف على النحو الصحيح في الوقت المناسب.

فتعليم المهارات الحياتية مع التركيز على التعلم بشأن مرض الإيدز يشجع الشباب على اعتماد النواقص والأنماط السليمة للسلوك التي تحمي صحتهم. ومن ثم، يؤدي هذا التعلم إلى الاهتمام بالمهارات النفسية ومهارات التواصل وتنمية الاعتزاز بالنفس واتخاذ القرارات والتفاوض وما إلى ذلك.

وأخيرًا، التعليم العالي

أصبح التعليم أداة لصناعة التقدم والنهضة في عصر التقدم المعرفي، وأصبحت النهضة التكنولوجية هي الأهم في ذلك.

وبقاء الأمم والحضارات لا يرتبط بقوتها فحسب، بل يرتبط بمدى استجابتها للتغيير وفقًا لمتطلبات الحال والمستقبل.

شهدت السنوات الأخيرة العديد من الدول تحولات هامة في أنظمة تعليمها العالي، وهناك ثلاث تحديات رئيسية واجهت مؤسسات التعليم العالي:

  1. العولمة الاقتصادية.
  2. الأهمية المتزايدة للمعرفة.
  3. ثورة المعلومات والاتصال.

وتنبئ هذه التحديات بتغييرات جذرية في عدد من مجالات التعليم العالي.

أصبحت سرعة التقدم التقني وتزايد القلق من اكتساب المعرفة الحقيقية أمرًا مهمًا، وتقلص الاهتمام بالانفجار المعرفي حيث يستلزم استحداث برامج وتخصصات وأقسام علمية متعددة الفروع والأغراض.

وظهرت آخر ما وصلت إليه من تطورات في مؤسسات التعليم العالي، وتزايد الجاذبية العامة نحو الدرجات العلمية الجامعية.

وظهر التعلم عن بعد والتعليم الافتراضي كوسيلة للتعلم.

والمهم هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في الإيصال بالمعلومة للمتعلم بأقل جهد ووقت وأكثر فائدة.

حكم وأقوال عن التعليم

السلام لا يعني غياب الصراعات، فالاختلاف سيستمر دائمًا في الوجود، السلام يعني أن نحل هذه الاختلافات بوسائل سلمية عن طريق الحوار، التعليم، المعرفة، والطرق الإنسانية.

“لقد أعطتني الرياضة القيادة والانضباط. كما علمتني أن أبقى متواضعة.”
تشارلين، أميرة موناكو، شخصية ملكية.

إن تعليم الناس وتثقيفهم في حدّ ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة، ونحن نبني المستقبل على أساس علمي.
الشيخ زايد بن سلطان.

الزراعة تسد الجوع، والصناعة توفر الاحتياجات. لكن التعليم يزرع ويصنع وطنًا.
جلال عامر.

قيمة الصحة أكبر كثيرًا من قيمة التعليم.
توماس جفرسون، رجل دولة، سياسي، رئيس.

تاريخ العلم عند ابن خلدون

تطرق ابن خلدون في مواضع متفرقة من المقدمة إلى ذكر المناهج التعليمية السائدة في عصره، وذكر بعضًا من مذاهب الأمم الإسلامية في ذلك، مشيرًا إلى أن أهل الملة جميعًا متفقون على أولوية القرآن، وأنه “أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعد من الملكات”.

ومع ذلك، فقد رأت بعض الأمم أن يضيفوا إلى تعليم القرآن شيئًا من الحديث والفقه، ثم الخط والكتابة، ثم أصول الشعر واللغة، ثم قواعد الحساب.

ويميز ابن خلدون بين أربعة مذاهب أساسية في التعليم ويبينها كالتالي:

  • مذهب أهل المغرب، ويتلخص في الاقتصار على القرآن، لا يخلطون شيئًا معه حتى يتمكن الدارس منه، ثم يخلطون به علوم العربية والخط.
  • ومذهب أهل الأندلس، وهم يجعلون القرآن أساسًا، لكنهم يخلطون معه الشعر والترسل وقوانين العربية، ويعتنون بالخط والكتابة.
  • ومذهب أهل أفريقيا، يخلطون القرآن بالحديث في الغالب، وهم يدرسون معه قواعد العلوم ومبادئها، إلا أن عنايتهم بالقرآن واستظهار الولدان به ووقوفهم على رواياته وقراءاته تفوق ما عداهم، ويأتي الخط والكتابة بعدها.
  • ومذهب أهل المشرق، يعتنون بالقرآن كما يدرسون مبادئ العلوم، ولا يخلطون معه الخط الذي له قواعد محددة ومعلمون مختصون به.

يفهم من ما سبق أن ابن خلدون تعمق في دراسة التعليم من جميع جوانبه، ومعظم آرائه التعليمية تم اعتمادها ضمن النظريات التربوية.

تعليق 1
  1. […] اقرأ أيضا: الطريق إلى التفوق […]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.