حب الذات مصطلح شائع سمعنا عنه كثيراً، وتحدث به العديد من الناس.
الكلام النظري مفيد لأنه يوضح ملامح وحدود كل موضوع، ولكن التطبيق العملي يبقى هو الفارق الذي يحدث التغيير، وبسببه نرى النتائج.
لذلك أثرت أن أذكر عزيزي القارئ خطوات عملية وبسيطة لحب الذات، لنطبقها في حياتنا اليومية، لنلمس تغييراً في أنفسنا وتغييراً في علاقتنا مع العالم من حولنا.
خطوات حب الذات
ستة خطوات لحب الذات.
تقبل الذات
الخطوة الأولى هي تقبل الذات.
ما هي النفس؟
أولاً هي جميع صفات الإنسان الأخلاقية والشكلية السيئة والجيدة معاً.
نحن جميعاً نحب ما هو جيد فينا ونعرفة جيداً و نكرة كل ما هو سيئ، لا نتقبله بل نقاومه بجلد الذات أو مشاعر الرفض العميقة داخلياً حاكمين على أنفسنا جراء هذ الجانب السئ الوحيد على أنفسنا بالكره، متناسين جميع الجوانب الإيجابية فينا .
ما هو الحل إذاً؟
الحل هو أن ندرك بِأننا بشر وأنه من الطبيعي وجود الضعف مثلما توجد القوة، وأن نقاط ضعفنا لا تُمثلنا بل تمثل جزءاً صغيراً منا لايجب أن نعممه.
لا يوجد أحد كامل فنحن بشر ولسنا ملائكة، ولكن إن كانت هناك نقطة ضعف ما فيناولا نريدها بتاتاً.
فالحل هو التقبُل
أكتب جميع إنجازاتك
الخطوة الثانية للوصول إلى حب الذات هو كتابة جميع إنجازاتك.
إنه شئ مؤكد أن لكل منا إنجازاته حتى وإن كانت بسيطة، وليست بالشيئ العظيم من وجهة نظرنا.
قم بكتابة إنجازاتك، ما قمت به، وما أنجزته في حياتك، البسيط منة والعظيم، حتى وإن كانت تشوبه سلبيات من وجهة نظرك.
مثال
انهيت دراستك الجامعية، بدأت بالعمل مباشرةً بعد التخرج، وظيفة منهكة وقليلة الراتب، أنك تفكر الآن لقد أضعت وقت طويلاً من حياتي.
أنا إنسان فاشل، وسوف تبدأ في دائرة التأنيب والتقليل من النفس.
الحل هنا أن تتوقف عن كل تلك الأفكار السلبية، وأن تفكر بطريقة أخرى، فدراستك بالجامعة وتخرجك منها إنجاز وعملك بعد تخرجك مباشراً إنجاز آخر، وإن وظيفتكَ الحالية ما هي إلا مرحلة انتقالية تكتسب منها بعض الخبرة من أجل عملك المستقبلي في وظيفة أعلى وأفضل.
الخطوات التي إتخذتها للوصول إلى إنجازات صغيرة تمكنك من الوصول الى إنجازات كبيرة أيضاً.
راقب حديثك الداخلي
الخطوة الثالثة هي راقب حديثك الداخلي، وحوله إلى صالحك دائماً.
راقب أفكارك وكلماتك مع نفسك دائماً، لربما تمر مواقف تنعت نفسك بها بالضعيف من الداخل، لأنك لم ترد ردً رادعاً للشخص المتطاول عليك أو لم تتصرف بحكمة في موقف مُعين أو لم تصل لهدفك الذي أردتَ.
استبدل حُكمك السلبي عن نفسك بكلمات أكثر عقلانية وواقعية.
مثال
تطاول أحد الأشخاص عليك أثناء حديثكما، ولم يسعفك عقلك في ذلك الوقت بِرد مناسب له، ليقف عند حده.
جعلك هذا الأمر غاضباً من نفسك مسترسلاً بالحديث السلبي لها والتقليل منها، وهذا خطأ.
الحل الأكثر صحية هو التفكير أن ما حصل من قليل هو مجرد حدث عابر أخطأت بة التصرف ولا يعبر عن شخصيتك ولا يحدد أي صفة بها، وأنك ستكون أكثر انتباهاً المرة القادمة، لترد على أي متطاول بما يستحق ويوقفه عند حده.
إن الحديث الإيجابي بإستمرار يزود ثقتك بنفسك، وهذا سوف يظهر تلقائياً بأفعالكَ وتصرفاتِك.
كن رفيقاً مع نفسك عند التغيير
الخطوة الرابعة هي كن رفيقاً لنفسك.
كل منا يمتلك الكثير من الصفات والعادات التي يرغب في تغييرها، والتخلص منها لا بأس بذلك، ولكن عليك بالرفق مع نفسك فلا تتوقف أن تتخلص من عادة بقيت عليها لسنوات خلال يوم أو اثنين.
حدد عادة تود التوقف عنها، أوجد لها البديل، قم بممارسة البديل يومياً لوقت معين، ويفضل أن يكون وقتاً قصيراً ويزداد كل يوم، أوقف العادة القديمة أثناء ذلك.
ستنجح في الأيام الأولى، ولكن سرعان ما تأتي عادتك القديمة للظهور، ستشعر بخيبة أمل وكردة فعل سوف تبدأ بلوم نفسك لإنعدام إرادتك وعدم قدرتك على الألتزام، هذا خطأ.
من الأفضل لك أن تأخذ الأمور برفق مع نفسك وتدعمها فتقول، لقد فشلت اليوم، ولا بأس، لقد نجحت في الأيام العديدة الفائتة وأستطيع النجاح مرة أخرى.
لقد كنت قوي الإرادة وملتزماً للعديد من الأيام، وسوف أحلل أفعالي اليوم لأعرف أسباب عدم نجاحي لأتلافها غداً.
إن النظر بموضوعية للحالة التي أنت عليها، وعدم التهويل، والتعميم سوف يساعدك على تخطي كل العقبات التي تريد.
تذكر عامل نفسك دائماً كما تحب أن بعاملك الآخرون
اقضي وقت مع نفسك
الخطوة الخامسة في خطوات حب الذات، هي أن تجلس مع نفسك.
حدد وقتً للإختلاء بنفسك يومياً وقت لا يُقاطعك فيه أحد. حدد هواية لتمارسها كممارسة رياضة معينة أو قراءة كتاب مُفضل أو ربما ممارسة التأمل.
من المهم أن تمارس شئ تحب وتريده دون يقاطعك أحد، فتمتلئ روحك بالسعادة وتعيد الأتزان إلى نفسك.
كُن لنفسك واهتم بها فأنت أكثر من يستحقها.
خطط لمستقبلك
الخطوة السادسة والأخيرة هي أن تخطط لمستقبلك.
ضع خطة لِمستقبلك خطة كاملة تشمل جميع جوانب حياتك، نفسُك، عملُك، علاقاتك، صحتُك.
حدد أهداف قصيرة المدى لكل جانب من جوانب حياتك، تلك بتحقيقك لتلك الأهداف، ووضع ما هو جديد منها، وتحقيقه تستطيع الوصول إلى أهداف كبرى، وتستطيع إنجازها بشكل أسهل وأبسط.
أنت تستحق دائماً كل الأفضل من كل شئ.
الخلاصة
هذة بضع خطوات تنفِيذُها سيضعك في أول طريق حب الذات، والإستمرار عليها يُعمق تقبُلك لنفسك وحبك لذاتك.
أعلم جيداً بِأنَ حُبَ الذات ليس حدثاً وقتي تفعله، وتنتهي منه، بل هو عادة تبذر بذورها لتَنبُتَ وتزداد تجذراً ونمواً وجمالاً مع كل يوم يمر عليها .
حب الذات رحلة لها بداية وليس لها نهاية.
اقرأي أيضاً: رحلتي فوق جبال الطائف
[…] اقرئي أيضاً: كيف تصلي إلى حب الذات […]