الألماس نملكه ام يمتلكنا؟! 

هي من محبي الألماس والمجوهرات، كان لديها خاتم من الألماس سوتير اشتريته لها والدتها، سعيدة به تزين به بنصرها قبل دبلتها الباقيت.

الخاتم من والدتها مصدر وأساس الحب والحنان والأمان والذكريات والأحاديث الجميلةالهادفة.

ودبلتها رمز لرباط مقدس جمعها بشريك حياتها وحبيبها ووالد فلذت كبدها؛ ومن قضتو تقضى معه اكثر من شطر حياتهما.

طالما شعرت بالزهو والفخر وهي تتزين بخاتمها ودبلتها؛ فهما المفضلان لديها دونغيرهما مما يزخر به صندوق مجوهراتها.

 فجأة اختفى خاتمها الالماس للأسف؛ بحثت وبحثت عنه كثيراً في أدراجها حقائبها صندوق مجوهراتها وكل مكان يخطر على بالها؛ بحثت بصمت ولم تسأل عنه أحد وللأسف

لم تجده. تكدر خاطرها وضاق صدرها.

‏لا تحب أن تتهم أحد ممن يعمل لديها في المنزل، تعيد  تفقد حقائبها وإدراجها لعلها تجده،وفجاة وجدته في أقرب أدراج تسريحتها إليها.

وفرحت به وكأنها حصلت عليه لأول مرة؛ واستمر فرحها بلبسه مع دلتها  ولله الحمد لمدة طويلة سنتين ثلاثة لا تتذكر. ثم فجأة اختفى الخاتم مرة أخرى وهذه المرة لم تجده؛ كأن الأرض انشقت  وابتلعته.

تعاقب عليها العديد من العمالة المنزلية؛ ولكنها لا تحب أن تتهم أحد حتى أنها لا تفتشهم قبل عودتهم ‏إلى ديارهم؛  ولا تطلع على ما يرسلونه

بالشحن إلى ديارهم، تستأمنهم  وتطمح في حسن أخلاقهم وتحرص على أغراضها قدرالمستطاع.

اختفي هذه المرة للأبد وبقي ذكري حلوة ومرة معاً.

‏اما تعليقتها الألماس التي اشتريتها فقد حرصت أن تكون سلسلتها من النوع الجيد وكذلك قفل السلسلة. تلبسها بين الفينه والفينة؛ ولكن تحتفظ بها في علبة مجوهراتها إذا ذهبت إلى النادي للسباحة وخلافه.

 وفجأة تساءلت؟ لماذا  بقدر ما يسعدني هذا الحجر اللامع الجميل والثمين إلا أنه أيضايشغلني وشغل بالي؟

هل سعادتي يلبسه تساوي او تفوق هم انشغالي وحرصى عليه وقلقي من  فقده؟ الحمدلله على كل حال.

ما رأيك عزيزي القارئ؟

وأعتقدت أن كل هذا الذي تشعر به وتمارسه في صحوها انعكس  أيضاً بصورة ما  على أحلامها.

 ففي ليلة من اليالي استيقظت وهي تتذكر حلما غريباً رأته؛ حلمت أن  سلسلة الماستها انقطعت وكادت أن تفقد الماستها الثمينه؛ ولكن لحسن الحظ أنها ظلت عالقة في نهاية السلسلة قبل القفل.

أعادة تذكر تفاصيل حلمها متفائلة في تفسيرة بأنه لربما شي مؤرق ما كاد أن يحدث ولكن بلطف الله لن يحدث.

نعم بالفعل هذه الأشياء المادية التي نسعي ونحرص على امتلاكها، ونفرح بها ونعتاد وجودها؛

تصبح هذه الماديات التي نمتلكها  تدريجيا دون ان نشعر هي من تمتلكنا؛ ويصبح حرصنا عليها وعلى سلامتها مصدر قلق لنا.

‏حدثت نفسها قائلة: الآن فهمت بعضاً مما قد يعنيه هذا الدعاء: ( اللهم احييني مسكيناًوأميتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين).