التكاثر هو مشكلة كل إنسان في هذه الدنيا، كل إنسان يرغب ويسعى بكل ما أوتي من قوة أن يزيد من عدد كل شيء عنده.
فكما يقولون البحر يحب الزيادة.
الشخص يسعى بدلاً من أن يكون عنده شقة واحدة يسعى أن يكون عنده شقتان وثلاث شقق، والغرفة تكون غرفتين وثلاث غرف.
وبدل من ولد يسعى أن يكون له عشرة من الأولاد.
حتى التكاثر في العلم، والتكاثر في المال فالكل يُحب أن ينميه ويكثر عدده، ويزيد من رصيده في البنك.
حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل موقع الفيسبوك، الكل يسعى لزيادة أصدقائه وبدلاً من أن يكون هناك متابع واحد فقط، يسعى لأن يكون هناك مائة وألف وعشرة آلاف متابع.
وعند كتابة المنشورات، يسعى لأن يقرأها أكثر عدد من الناس، ونفرح ونفخر بأنفسنا عند زيادة عدد القراء، ونرى أن هذا نجاح لنا.
والأمثلة كثيرة جداً، والتكاثر موجود في كل شيء في حياتنا.
فنحن كبشر نشعر بأنفسنا ونفخر بالتكاثر أمام الآخرين، ونشعر بالنجاح.
فلان يملك كذا، ولكن أنا أملك كذا وكذا وكذا.
ولكن صديق يسألني ما المشكلة أني أسعى لزيادة مالي، أو عقاراتي، أو أي شيء أملكه؟
أقول له لا مشكلة في هذا إطلاقاً، ولكن المشكلة أنه بسبب تركيزنا الدائم والمستمر للتكاثر من كل شيء، ننسى سبب وجودنا في هذه الدنيا، ونغفل عن طاعة الله سبحانه وتعالى.
والله سبحانه وتعالى أنزل سورة في القرآن باسم التكاثر، وأول آية في السورة هي “ألهاكم التكاثر“.
حتى ينبهنا إلى خطورة هذا الأمر، وأن لا يلهينا التكاثر عن طاعته سبحانه، وأنه في دار آخرة.
حاولي الآن أن تجددي نيتك مع الله سبحانه وتعالى، واجعلي الكثرة من أي شيء إرضاء له وخالصة لوجه الكريم.
لا تندفعي وراء التكاثر في المال والملابس وكل شيء أمامك، وتنسي وجودك في هذه الدنيا وهو طاعة الله سبحانه وتعالى، ولا تغفلي لحظة عن ذلك.
فلو اندفعتي وجريتي وراء الكثرة ستنسي نفسك ويكون كل همك هو زيادة ما عندك.
اجلسي مع نفسك وتأملي ذاتك، وفكري ما الذي تريدي أن تكثري منه ولماذا؟
يجب أن تسألي نفسك لماذا؟
لو تريدي أن تُكثري من أي شيء إرضاء لشهواتك، فابتعدي فوراً وتوقفي، ولو تريدي أن تُكثري إرضاء لوجه الله تعالى فهذا جيد، ويجازيكِ الله عنه خير الجزاء بإذن الله.
مثلاً فتاة تريد أن يكون لديها آلاف الجنيهات أو الملايين حتى تتصدق وتساعد وتكفل أُسر فقيرة إرضاء لوجه الله تعالى فهذا شيء جيد وجميل.
